التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4794 [ ص: 220 ] 12 - باب: إلى من ينكح وأي النساء خير ؟ وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير إيجاب

5082 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " . [انظر : 3434 - مسلم: 2527 - فتح: 9 \ 125 ]


ذكر فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " .

وسلف في أحاديث الأنبياء ، ويأتي في النفقات .

وأخرجه مسلم أيضا .

وفيه : الحث على زواج أهل الصلاح والدين ، وشرف الإبل ; لأن ذلك يمنع من ركوب الإثم وتقحم العار ، ولهذا المعنى قال - عليه السلام - : "عليك بذات الدين تربت يداك " وإنما يركب الإبل نساء العرب ونساء قريش من العرب فلنساء قريش خير نساء العرب ، وقد بين - عليه السلام -

بما استوجبن ذلك ، وهو حنوهن على أولادهن ، ومراعاتهن لأزواجهن ، وحفظهن لأموالهم ، وإنما ذلك لكرم نفوسهن ، وقلة غائلتهن لمن عاشرنه وطهارتهن من مكايدة الأزواج ومشاحتهن .

وفيه : مدح الرجل نساء قومه وولياته بفضائلهن .

ومعنى "أحناه " : أشفق وأرأف لا تحتاج في تربيته إلى الإشفاق

[ ص: 221 ] والرفق ، يقال : حنا عليه يحنو ، وأحنى يحني ، وحنى يحني .

"وأرعاه على زوج في ذات يده " يحتمل في ماله الذي استرعاها عليه .

وقوله : (وما يستحب أن يتخير لنطفه ) . هو لفظ حديث أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء " وأخرجه الحاكم في "مستدركه " وقال : صحيح الإسناد ، وذكر له متابعا . وخولف .

التالي السابق


الخدمات العلمية