التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4859 [ ص: 485 ] 55 - باب:

5154 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن حميد ، عن أنس قال أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب فأوسع المسلمين خيرا ، فخرج -كما يصنع إذا تزوج - فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون ، ثم انصرف فرأى رجلين فرجع ، لا أدري آخبرته أو أخبر بخروجهما . [انظر : 4791 - مسلم: 1428 - فتح: 9 \ 221 ] .


وساق فيه عن يحيى -هو القطان - عن حميد ، عن أنس قال أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب فأوسع المسلمين خبزا ولحما ، فخرج -كما يصنع إذا تزوج - فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون ، ثم انصرف فرأى رجلين فرجع ، لا أدري آخبرته أو أخبر بخروجهما .

وذكره في التفسير بطوله ، عن عبد الله بن بكر ، عن حميد ، وفي آخره : وقال ابن أبي مريم : أنا يحيى ، حدثني حميد . ويحيى هذا هو ابن أيوب الغافقي فاعلمه .

واعترض ابن بطال فقال : الحديث ليس يتعلق بشيء من معنى الرحمة ، قال : وفي رواية النسفي فيه باب .

قلت : ولعل وجهه -والله أعلم - لينبه على أن الصفرة للمتزوج ليست قصدا ، فتركت في هذا ، وقد يقع كما في الحديث قبله .

قال المهلب : اختلف في حديث أنس في ذكر الصفرة ، فروي : وبه أثر صفرة ، [وروي ] : وبه وضر صفرة .

قلت : لا اختلاف بل هما واحد في المعنى .

وروي : فرأى عليه بشاشة العروس ، فسأله .

[ ص: 486 ] ورواية ردغ من زعفران دال على أنها مما التصق بجسمه من الثياب المزعفرة التي تلبسها العروس .

وقيل : إن من كان ينكح في [أول ] الإسلام يلبس ثوبا مصبوغا بصفرة ، من علامة العرس والسرور .

ألا ترى قوله : فرأى عليه بشاشة العروس . وقيل : إنما كان يلبسها ليعينه الناس على وليمته ومؤنته . وقد قال ابن عباس : أحسن الألوان كلها الصفرة ; لقوله تعالى : صفراء فاقع لونها تسر الناظرين [البقرة : 69 ] فقرن السرور بالصفرة .

وكان - عليه السلام - يحب الصفرة ، ألا ترى قول ابن عباس حين سئل عن صبغه بها ، فقال : إني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بالصفرة ، فأنا أصبغ بها وأحبها . وسيأتي من أحبها ومن كرهها من العلماء في اللباس إن شاء الله تعالى .

والحديث دال أن نهيه الرجال عن المزعفر ليس على وجه التحريم ، وإنما ذلك من وجه دون وجه ، كذا في ابن بطال والنهي محمول على من قصده .

ونقل ابن عبد البر عن الزهري أن الصحابة كانوا يتخلقون ولا يرون به بأسا . وقال ابن شعبان : هذا جائز عند أصحابنا في الثياب دون

[ ص: 487 ] الجسد . وكره أبو حنيفة والشافعي وأصحابهما أن يصبغ الرجل ثيابه أو لحيته بالزعفران ; لحديث أنس : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل .

وقد سلف في الحج طرف من هذا ، وروينا بإسنادنا إلى الترمذي في "شمائله " من حديث قيلة : قالت : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه أسمال مليتين كانتا بزعفران وقد نفضته .

فائدة :

ذكر الزبير أن المرأة التي تزوجها عبد الرحمن ابنة أبي الخير واسمه أنس بن رافع .

التالي السابق


الخدمات العلمية