التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4887 [ ص: 544 ] 77 - باب: قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس

5182 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل قال : لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد ، بلت تمرات في تور من حجارة من الليل ، فلما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطعام أماثته له فسقته ; تتحفه بذلك . [انظر : 5176 - مسلم: 2006 - فتح: 9 \ 251 ] .


ذكر فيه حديث سهل - رضي الله عنه - في عرس أبي أسيد وقد سلف قريبا .

رواه هناك ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبي حازم ، عن سهل ، ورواه هنا عن سعيد بن أبي مريم ، ثنا أبو غسان -واسمه : محمد بن مطرف الليثي المدني - حدثني أبو حازم -واسمه : سلمة بن دينار القاضي المدني - عن سهل قال : لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم (إلا ) امرأته أم أسيد ، بلت تمرات في تور من حجارة من الليل ، فلما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطعام أماثته له فسقته ; تتحفه بذلك .

ثم ساقه بعد ، عن يحيى بن بكير ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري ، عن أبي حازم . . الحديث . ووقع في رواية النسفي : قال أبو حازم : لما عرس أبو أسيد . . الحديث . منقطعا فيما بين أبي حازم وأبي أسيد ; لأنه لم يدركه ، ولكنه وصله في الباب الذي بعده ،

[ ص: 545 ] وأشار إليه بقوله : عن أبي حازم قال : سمعت سهل بن سعد أن أبا أسيد . . الحديث .

فصل :

والتور : قدح من أي شيء كان ، قاله الداودي .

وفيه : إيثار بعض القوم دون بعض .

وفيه : إتيانه - عليه السلام - وحضوره لمن دعاه .

وقوله : (أماثته له ) قال الخطابي : أي مرسته بيدها ، أي : وعركته ، يريد التمر في الماء ، يقال : مثت الشيء أميثه وأموثه إذا دفته .

وقال ابن فارس : وماث الشيء في الماء ، يموثه ويميثه إذا دافه .

وقال في باب الدال و (القاف ) : دفت الدواء دوفا : إذا بللته بماء . ويقال : مدوف ومدووف مثل مصون ومصوون ، وليس لهما نظير .

ووقع في رواية أبي الحسن وغيره : أماثته ، رباعيا ، وأهل اللغة ذكروه ثلاثيا كما سلف . وحكى الهروي مثت وأمثت معا ، ثلاثي ورباعي .

وقال ابن دريد : مثت أميث ، ومثت بالضم وأموث موثا وميثا . زاد يعقوب : وموثانا إذا مرسته . ولم يذكر أمثت .

[ ص: 546 ] وقال ابن القوطية : ماث الشيء موثا وميثا : ذاب في الماء ، والأرض لانت ، والرجل الشيء ، والدواء في الماء : عركه ليذوب .

وقال صاحب "العين " : مثت الماء في الملح ميثا : أذبته ، وقد انماث .

وقوله : (فسقته ; تتحفه بذلك ) أي : برته به ، والتحف : البر واللطف .

قال الخليل : هي بتاء مبدلة من واو -يريد أنها من الوحف : وهو [من ] النبات الريان - ويقال : فلان يتوحف . أي : يأكل طرف الفاكهة .

التالي السابق


الخدمات العلمية