التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4891 5187 - حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - هيبة أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا . [فتح: 9 \ 254 ] .


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " ، "واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع . . " .

الحديث كما سلف ، وفيه ميسرة وهو ابن عمار الأشجعي الكوفي .

وحديث ابن عمر : كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هيبة أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا .

الشرح :

ما أورده ظاهر لما ترجم له ، والوصاة بهن تدل على أنه لا يستطاع بعولتهن على ما سلف في الحديث السابق . وإنما هو تنبيههم ، وإعلام بترك الاشتغال بما لا يستطاع ، والتأنيس بالأخذ بالصبر على ما يذكر في الحديث أنه يجب أن يتقي من عاقبة الكلام الجافي ، والمفاوضة ،

[ ص: 555 ] والبلوغ إلى ما تدعو النفس إليه من ذلك إذا خشي سوء عاقبته ، وهو معنى قوله تعالى : لا تسألوا عن أشياء [المائدة : 101 ] . فالصبر على البعض خير من فقد الكل ، فإن لم يخش سوء العاقبة فله أن يبلغ غاية ما يريد ، كما فعل في حديث ابن عمر فيما يحل له من الكلام فيه .

قال الداودي : وقول ابن عمر - رضي الله عنهما - : كنا نتقي ، إلى آخره . ليس من هذا ، إنما أخبر أنهم كانوا يتقون الخوض في القول وما يرد من ألفاظ الناس ; خشية أن ينزل فيهم قرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية