التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4892 [ ص: 556 ] 81 - باب: قول الله -عز وجل - : قوا أنفسكم وأهليكم نارا [التحريم : 6 ]

5188 - حدثنا أبو النعمان ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب عن نافع ، عن عبد الله : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كلكم راع وكلكم مسئول ، فالإمام راع وهو مسئول ، والرجل راع على أهله وهو مسئول ، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة ، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول " . [انظر : 893 - مسلم: 1829 - فتح: 9 \ 254 ] .


ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .

الحديث سلف في الصلاة والاستقراض والعتق وغير موضع ، وهو مفسر للآية المذكورة ; لأنه أخبر - عليه السلام - أن الرجل مسئول عن أهله ، وإذا كان كذلك فواجب عليه أن يعلمهم ما يقيهم من النار . وقال زيد بن أسلم : لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، هذا وقينا أنفسنا ، فكيف بأهلينا ؟ قال : "تأمرونهم بطاعة الله ، وتنهوهم عن معاصي الله " وروي ذلك عن علي .

والرعاية منها ما هو واجب ، ومنها ما هو مندوب كما نبه عليه سيدي عبد الله بن أبي جمرة ، فهي بمعنى الحفظ والأمانة ، ومنه قولهم : رعاك الله . أي : حفظك ، وراعي الغنم : أي : الحافظ لها والأمين .

[ ص: 557 ] قال : وهل يتعدى لأكثر مما في الحديث أم لا ؟ إن فهمت العلة عديناه ، و [يكون ] الحديث من باب التنبيه (بالأقل على الأكثر ) ; إذ هي الأمانة والحفظ ، وقواعد الشريعة من هذا كثير ، والأهل في الحديث مبهم فيطلق على الزوجة ، كقول أسامة في حديث الإفك : أهلك يا رسول الله . والأهل (إنما ) تطلق على من تلزمه نفقته شرعا ; كقول نوح - صلى الله عليه وسلم - : إن ابني من أهلي [هود : 45 ] . وكقوله في قصة أيوب - صلى الله عليه وسلم - : ووهبنا له أهله [ص : 43 ] . وكان الزوجة وولده . وقال في الحديث : "والرجل راع في مال أبيه " ، ولم يذكر : الأب راع في مال ولده ; لأن الابن دخل في قوله : "أهله " . والأهل تطلق على العبيد . قال - صلى الله عليه وسلم - : "سلمان من أهل البيت " ، قال : وكان عبدا له ، أي : منتميا . إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية