التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
35 [ ص: 61 ] 25 - باب: قيام ليلة القدر من الإيمان

35 - حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". [37، 38، 1901، 2008، 2009، 2014 - مسلم: 760 - فتح: 1 \ 91]


حدثنا أبو اليمان أبنا شعيب نا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

الكلام عليه من وجوه:

أحدها:

هذا الحديث أخرجه البخاري في الصيام مطولا وأخرجه.

ثانيها: في التعريف برجاله:

وقد سلف ذكرهم.

ثالثها: في ألفاظه:

معنى قوله: ("إيمانا") أي: تصديقا بأنه حق فصدق بفضل صيامه وقيامه.

وقوله: ("احتسابا") أي: يريد به وجه الله تعالى بريئا من رياء وسمعة، فقد يفعل ما يعتقد صدقه لا مخلصا، بل رياء أو خوفا من قاهر أو من فوات منزلة ونحو ذلك.

[ ص: 62 ] رابعها: في فوائده:

الأولى: الحث على قيام رمضان، سيأتي بسطه في بابه إن شاء الله.

الثانية: الحث على الإخلاص واحتساب الأعمال.

الثالثة: وقع هنا فعل الشرط مضارعا والجواب ماضيا والنحاة يستضعفونه، ومنهم من منعه إلا في ضرورة الشعر وأجازوا عكسه كما في قوله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم [هود: 15]، ومن أجاز الأولى احتج بهذا الحديث وشبهه، ومنه: قول عائشة في الصديق: متى يقم مقامك رق، وكذا جاء في بعض طرق الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية