التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5001 [ ص: 436 ] 28 - باب: يبدأ الرجل بالتلاعن

5307 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن هلال بن أمية قذف امرأته، فجاء فشهد، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟". ثم قامت فشهدت. [انظر: 2671 - فتح: 9 \ 445].


ذكر فيه حديث عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن هلال بن أمية قذف امرأته، فجاء فشهد، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ ". ثم قامت فشهدت

قام الإجماع على بداءة الرجل باللعان قبل المرأة; لأن الله تعالى بدأ به; فإن بدأت قبله لم يجزئها وأعادته بعد على ما رتبه الله ورسوله، كذا حكاه ابن بطال .

وحكى ابن التين عن القاسم وأبي حنيفة صحته مع مخالفة السنة، وقال الشافعي وأشهب بالمنع ويعيده .

فصل:

وفيه: التلاعن من قيام، قال الطبري: وهو دال على الاستحلاف قائما لكل حاكم في الأمر العظيم.

فصل:

وقوله: ("الله يعلم أن أحدكما كاذب") ظاهره يقتضي أنه قاله بعد الملاعنة; لأنه حينئذ تحقق الكذب ووجبت التوبة، وذهب بعضهم إلى

[ ص: 437 ] أنه إنما قاله قبل اللعان لا بعده تحذيرا لهما ووعظا، وكلاهما قريب من معنى الآخر، ويؤيد الأول حديث ابن عمر الآتي في باب: صداق الملاعنة.

فصل:

قال المهلب: وفيه دليل أن المختلفين المتضادين اللذين لا يكون الحق في قول واحد منهما يعذران في دعاويهما، ولا يعاقب كل واحد منهما بتكذيب صاحبه وإبطال قوله; لأنه - عليه السلام - عذر المتلاعنين في الحدود ولم يقم الحد بالتحالف .

التالي السابق


الخدمات العلمية