التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5057 [ ص: 61 ] 16 - باب: المراضع من المواليات وغيرهن

5372 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عروة، أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته، أن أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قلت: يا رسول الله، انكح أختي ابنة أبي سفيان. قال: "وتحبين ذلك؟". قلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في الخير أختي. فقال: "إن ذلك لا يحل لي". فقلت: يا رسول الله، فوالله إنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة ابنة أبي سلمة. فقال: "ابنة أم سلمة؟ ". فقلت: نعم. قال: "فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ".

وقال شعيب، عن الزهري: قال عروة: ثويبة أعتقها أبو لهب. [انظر: 5101 - مسلم: 1449 - فتح:9 \ 516].


ذكر فيه حديث عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته، عن أم حبيبة قلت: يا رسول الله، انكح أختي ابنة أبي سفيان. قال: "وتحبين ذلك؟ " الحديث السالف.

وقال شعيب، عن الزهري: قال عروة: ثويبة أعتقها أبو لهب.

والترجمة مطابقة، وكانت العرب في أول أمرها تكره رضاع الإماء وتقتصر على العربيات من الضرر به; طلبا لنجابة الولد، فأنبأهم الشارع أن قد رضع في غير العرب وأن رضاع الإماء لا يهجن.

وثويبة: كانت جارية لأبي لهب كما سلف. أعتقها حين بشرته بولادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم تزل العرب تنتفي من إرضاع الإماء. قال القتال الكلابي -واسمه عبيد بن المضرحي كذا أسماه المبرد ، [ ص: 62 ] وسماه الزمخشري عبادة بن مجيب، وسماه ابن ماكولا: عبد الله ، وعن الأصمعي: عقيل بن العرندس -:


لا أرضع الدهر إلا ثدي واضحة لواضح الخد يحمي حوزة الجار



وفيه: أن الأخوة بالرضاع حرمتها كحرمة الأخوة بالنسب.

فصل:

قوله - عليه السلام -: "بنت أم سلمة" إنما هو على وجه التقرير على تصحيح المسألة; لأنه قد كان يجوز له - عليه السلام - أن ينكح بنات أبي سلمة من غير أم سلمة أم المؤمنين; لأن الجمع بين امرأة الرجل وابنته من غيرها حلال عند جماعة الفقهاء، إذ لا نسب بينهما كما سلف.

فصل:

المواليات: قال ابن بطال: كان الأقرب أن يقول: الموليات: جمع مولاة، والمواليات: جمع مولى جمع التكسير (ثم) جمع موالي جمع السلامة بالألف والتاء فصار مواليات جمع الجمع وقال ابن التين: ضبط بضم الميم وفتحها، والوجه الضم أنه اسم فاعل من والت موال.

آخر النكاح والحمد لله وحده.

التالي السابق


الخدمات العلمية