التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5089 5405 - وعن أيوب وعاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: انتشل النبي - صلى الله عليه وسلم - عرقا من قدر فأكل، ثم صلى ولم يتوضأ. [انظر: 207 - مسلم: 354 - فتح:9 \ 545].


ذكر فيه: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن محمد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: تعرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتفا ثم قام فصلى، ولم يتوضأ.

وعن أيوب وعاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: انتشل النبي - صلى الله عليه وسلم - عرقا من قدر فأكل، ثم صلى ولم يتوضأ.

الشرح:

النهس: -بالسين المهملة- أخذ اللحم بأطراف الأسنان، وبالمعجمة الأخذ بجميعها، وقد قيده بالمهملة ابن التين ، ونقل ابن بطال عن أهل اللغة: نهس الرجل والسبع اللحم نهسا: قبض عليه ثم نتره، والنهس (والنهش) عند الأصمعي سواء: أخذ اللحم بالفم وبه جزم في "الصحاح" وقال: إنه الأخذ بمقدم الفم كنهس الحية .

قلت: وقيل بالمهملة: القبض على اللحم ونشره عند أكله. فتحصلنا على ثلاثة أحوال: الأخذ بالفم بمقدمه التعرقة، وعرقت [ ص: 157 ] العظم واعترقته تعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك.

والعرق بالسكون العظم إذا أخذت عنه معظم اللحم، وقال الداودي: هو النصيب من اللحم.

ومعنى: (انتشل): أخذ قبل النضج، وهو النشيل، قاله الهروي .

ويقال للذي يرفع به المنشل. وقال ابن بطال : انتشال اللحم نتفه وقطعه، يقال: نشلت اللحم من المرق نشلا: أخرجته منه وقال بعضهم: نشلت اللحم نشلا، إذا أخذت بيدك عضوا فانتشلت ما عليه .

وقال ابن فارس: النشيل: اللحم يطبخ بلا توابل ينشل بالقدر بالمنشل ووقع في رواية أبي الحسن: أنشل رباعيا. وفي رواية أبي ذر وغيره: انتشل ثلاثي، وهو في اللغة ثلاثي.

فصل:

ومحمد هذا هو ابن سيرين، ولم يسمع من ابن عباس كما نص عليه غير واحد، قال يحيى بن معين: إنما روى عن عكرمة عنه . وسمع من ابن عمر حديثا واحدا ، ورأى زيد بن ثابت.

قلت: وهذا الحديث من أفراده، وليس له في "صحيحه" سواه. وكذا قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه أنه لم يسمع محمد منه يقول في كلها: بلغت عنه .

[ ص: 158 ] وقال ابن المديني قال شعبة: أحاديث محمد عنه إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار بن أبي عبيد، فلم يسمع محمد من ابن عباس شيئا .

وقد أخرج له النسائي حديثا في الجنائز من حديث أيوب عنه، عن ابن عباس، ومن طريق منصور بن زاذان، عنه، عن ابن عباس، ومن هذا الوجه أيضا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله فصلى ركعتين. وأخرجه الترمذي أيضا .

وجزم ابن بطال بأنه لا يصح له سماع منه قال: ولا من ابن عمر وإنما يسند الحديث برواية عن عكرمة عنه، وما ذكره في ابن عمر يخالفه ما ذكرناه عن يحيى بن معين .

وحديث ابن عباس أخرجه في الطهارة من حديث عطاء عنه .

وقوله: (وعن أيوب وعاصم) ذكر صاحب "الأطراف" أن البخاري رواه في الأطعمة عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد عنه، وعن عاصم كلاهما عن عكرمة، وهو كما قال ، كما سقناه أولا.

فصل:

فيه ما ترجم له، وفيه أيضا ترك الوضوء مما مست النار كما سلف في بابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية