التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5130 [ ص: 221 ] 43 - باب: العجوة

5445 - حدثنا جمعة بن عبد الله، حدثنا مروان، أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر". [انظر: 5768، 5769، 5779 - مسلم: 2047 - فتح:9 \ 569].


حدثنا جمعة بن عبد الله، ثنا مروان، أنا هاشم بن هاشم أنا عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر".

هذا الحديث يأتي في باب الطب أيضا ، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وعند الحاكم وقال: صحيح الإسناد من البرني . وللدارمي: "لم يضره شيء ذلك اليوم حتى يمسي".

قيل: جمعة هذا لقب، واسمه يحيى بن زياد بن عبد الله بن شداد أبو بكر السلمي البلخي. انفرد به البخاري عن الخمسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين في جمادى الآخرة .

وهاشم: هو هاشم بن هاشم قال أبو السرع: ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري، قال مكي: سمعت منه سنة أربع، وفي رواية سنة سبع وأربعين ومائة، اتفقا عليه .

[ ص: 222 ] ولابن بطال: كانت عائشة تجعل ذلك سبع غدوات على الريق إذا وصفته كدواء . وللدارمي في كتاب "الأطعمة": عن يحيى الحماني: ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في عجوة العالية شفاء أو ترياق أول البكر على الريق" .

وعن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد وأبي هريرة رفعاه: "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم" . وعن مشمعل بن إياس، حدثني عمرو بن سليم، حدثني رافع بن عمرو المزني مرفوعا: "العجوة والصخرة من الجنة" .

قال الخطابي: كونها عوذة من السحر والسم، إنما هو من طريق التبرك بدعوة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبقت فيها، لا لأن من طبع التمر أن يصنع شيئا من ذلك ، والعجوة من أجود تمر المدينة، ويسمونه: لينة. قال في "الصحاح" .

[ ص: 223 ] وقيل: هي أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد .

وقيل ليس بأجوده. وقال الداودي: من وسط التمر. ولابن التين: قيل: أن العجوة مما عرس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها، واختصاص هذه وغيرها من الأمور بالسبع والثلاث كثير.

ولابن عدي: من حديث الطفاوي (خ د ت س) عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا: "يمنع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة كل يوم يفعل ذلك سبعة أيام". ثم قال: لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير الطفاوي وله غرائب وإفرادات، وكلها يحتمل، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما .

قلت: قد قال ابن معين فيه: صالح، وقال أبو حاتم: صدوق . ومعنى تصبح، أي: أكلها صباحا، قبل أن يطعم شيئا. والسم: سينه مثلثة.

التالي السابق


الخدمات العلمية