التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5138 [ ص: 233 ] 50 - باب: الكباث، وهو ثمر الأراك

5453 - حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران نجني الكباث، فقال: "عليكم بالأسود منه، فإنه أيطب". فقال: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "نعم، وهل من نبي إلا رعاها". [انظر: 3406 - مسلم: 2050 - فتح:9 \ 575].


ذكر فيه حديث جابر - رضي الله عنه - كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران نجني الكباث، فقال: "عليكم بالأسود منه، فإنه أطيب". فقيل: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "نعم، وهل من نبي إلا رعاها".

هذا الحديث سلف في أحاديث الأنبياء .

والكباث -بفتح الكاف-: النضيج، وما لم يونع منه فهو برير ومرد، والأسود منه أشده نضجا. وعبارة ابن بطال أنه ثمر الأراك الغض منه خاصة، والبرير: ثمر الأراك، الرطب منه واليابس .

واعترض ابن التين على تفسير البخاري الكباث بورق الأراك، وقال: إنه ليس بصحيح، والذي قاله أهل اللغة أنه ثمر الأراك ، وهو ما رأيناه من نسخ البخاري لما قدمته. ثم قال: وقيل: هو نضيجه، وإن كان طريا فهو مرد، وقيل: عكسه. وقال أبو عبيد: هو تمر الأراك إذا يبس ويبس له عجمه. وقال أبو زياد: هو تمر يشبه التين، يأكله الناس والإبل والغنم. وقال أبو عمرو: وهو حار مالح كأن فيه ملحا.

[ ص: 234 ] وفيه: إباحة أكل ثمر الشجر التي لا تملك، وكان هذا في أول الإسلام عند عدم الأقوات. وقد أغنى الله عباده بالحنطة والحبوب الكثيرة وسعة الرزق، فلا حاجة بهم إلى ثمر الأراك. قال الداودي: وخص الأنبياء برعاية الغنم; لأنها لا تركب فتزهق أنفس راكبها.

قلت: وإن كان بعضهم يركب تيوس المعز في البلاد الكثيرة الجبال والحرارة، كما ذكره المسعودي وغيره.

فيه: أن رعيها فضيلة، وأن رعيها يورث السكينة والوقار.

وقوله: ("أطيب") في بعض النسخ: "أيطب" وهو مقلوبه مثل جذب جبذ، وهما لغتان.

التالي السابق


الخدمات العلمية