التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5149 [ ص: 258 ] 59 - باب: قول الله -عز وجل-: فإذا طعمتم فانتشروا [الأحزاب: 53]

5466 - حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أن أنسا قال: أنا أعلم الناس بالحجاب، كان أبي بن كعب يسألني عنه، أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عروسا بزينب ابنة جحش -وكان تزوجها بالمدينة- فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلس معه رجال بعد ما قام القوم، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمشى ومشيت معه، حتى بلغ باب حجرة عائشة، ثم ظن أنهم خرجوا فرجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع ورجعت معه الثانية، حتى بلغ باب حجرة عائشة، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد قاموا، فضرب بيني وبينه سترا، وأنزل الحجاب. [انظر: 4791 - مسلم: 1482 - فتح:9 \ 585].


ثم ساق حديث أنس في البناء بزينب والحجاب وقد سلف، وقد بين الله تعالى في آخر هذه الآية معنى هذا الحديث وذلك قوله تعالى: إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق [الأحزاب: 53] وأذاه حرام على جميع أمته، وكذا أذى المؤمنين بعضهم بعضا.

وفيه من الفقه: أن من أطال الجلوس في بيت غيره حتى أضر بصاحب المنزل أنه مباح له أن يقوم عنه، ويخبره أنه له حاجة إلى قيام لكي يقوم، وليس ذلك من سوء الأدب، وسيأتي في الأدب إن شاء الله . آخر الأطعمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية