التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5298 [ ص: 210 ] 20 - باب: الكرع في الحوض

5621 - حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي. وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط له - يعني: الماء - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن كان عندك ماء بات في شنة وإلا كرعنا". والرجل يحول الماء في حائط، فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بات في شنة. فانطلق إلى العريش فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعاد، فشرب الرجل الذي جاء معه. [انظر: 5613 - فتح 10 \ 88]


ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي. وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط .. الحديث. وقد سلف ذلك قريبا .

والكرع بالتحريك: ماء السماء يكرع فيه. وقد أسلفنا أن معنى "وإلا كرعنا" تعني: أخذنا الماء بأفواهنا من غير آلة.

قال ابن سيده: كرع: تناول بفيه من غير إناء. وقيل: هو أن يدخل النهر ثم يشرب، وقيل: هو أن يصوب رأسه في الماء وإن لم يشرب .

وفي الجامع: كل خائض ماء كارع شرب أو لم يشرب، (والكرع: الشرب) .

[ ص: 211 ] وقد أسلفنا عن "الصحاح" أن فيه لغة كرع بالكسر .

وفي " التهذيب": كرع في الإناء: إذا مال نحوه عنقه فشرب منه .

قال ابن حزم: الكرع مباح إذ لم يصح فيه نهي ولا أمر .

وروى ابن أبي شيبة ، عن محمد بن فضيل حديثا لو صح لكان معارضا لحديث الباب، وهو ثنا ليث بن أبي سليمان، عن سعيد بن عامر، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم واشربوا فيها فإنه ليس من إناء أطيب من اليد" ، ورواه ابن ماجه من حديث بقية، عن مسلم بن عبد الله، عن زياد بن عبد الله، عن عاصم بن محمد بن عمر، عن أبيه، عن جده بلفظ: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نشرب على بطوننا وهو الكرع، ونهانا أن نشرب باليد الواحدة، وقال: "لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه إلا أن يكون مخمرا .. " الحديث .

قال ابن عساكر: كذا قال عاصم بن محمد بن عمر، وإنما هو عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.

التالي السابق


الخدمات العلمية