التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5324 [ ص: 271 ] 3 - باب: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأول فالأول

5648 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك - فقلت: يا رسول الله، إنك توعك وعكا شديدا. قال: " أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم". قلت: ذلك أن لك أجرين. قال: "أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى - شوكة فما فوقها - إلا كفر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها". [انظر: 5647 - مسلم: 2571 - فتح 10 \ 111]


هذه الترجمة لفظ حديث سقناه إلا أنه قال: الأمثل بدل الأول . وابن بطال أورد الترجمة بلفظ الحديث .

وأخرجه أحمد أيضا من حديث (أبي حذيفة، عن حذيفة) ، عن عمته فاطمة فذكرته .

وهو ثابت في بعض النسخ، ثم ساق البخاري فيه حديث عبد الله أيضا، ساقه عن عبدان واسمه عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة وهو محمد بن ميمون السكري.

وادعى الإسماعيلي أنه ليس في الباب ما ترجم له، وليس كذلك بل قوله: " أوعك كما يوعك رجلان منكم" ظاهر فيه.

[ ص: 272 ] قال ابن الجوزي: والحديث دال على أن القوي يحمل والضعيف يرفق به إلا أنه كلما قويت المعرفة بالمبتلي هان البلاء الشديد، ومنهم من ينظر إلى أجر بلائه فيهون عليه، وأعلى هذين درجة من يرى أن هذا تصرف المبتلي في ملكه، وأرفع منه من تشغله محبة الحق عن دفع البلاء، ونهاية المراتب التلذذ بضرب الحبيب; لأنه عن اختياره نشأ.

التالي السابق


الخدمات العلمية