التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5332 [ ص: 291 ] 10 - باب: عيادة الأعراب

5656 - حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض يعوده فقال له: " لا بأس، طهور إن شاء الله". قال: قلت: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "فنعم إذا". [انظر: 3616 - فتح 10 \ 118]


ذكر فيه حديث ابن عباس السالف في علامات النبوة ويأتي في باب ما يقال للمريض وفي التوحيد ، ولا شك أن عيادتهم داخلة في عموم قوله: "عودوا المريض" . إذ هم من جملة المؤمنين.

وفائدة هذا الحديث كما قال المهلب : أنه لا نقص على السلطان في عيادة مريض من رعيته أو واحد من باديته، ولا على العالم في عيادة الجاهل; لأن الأعراب شأنهم الجهل كما وصفهم الله، ألا ترى رد هذا الأعرابي لقوله - عليه السلام - وتهوينه عليه مرضه بتذكيره ثوابه عليه. فقال: بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، وهذا غاية الجهل.

وقد روى معمر، عن زيد بن أسلم في هذا الحديث: أنه - عليه السلام - حين قال للأعرابي: "فنعم إذا"، أنه مات الأعرابي، وسيأتي زيادة فيه قريبا.

[ ص: 292 ] وقوله: ("فنعم إذا") يحمل كما قال ابن التين : أن يكون دعا عليه، ويؤيده ما أوردناه آنفا أو أخبر بذلك أي على طريق الرجاء لا على الإخبار بالغيب ويحتمل الآخر.

وفيه الدعاء للمريض بتطهير الذنوب عملا بقوله: ("لا بأس، طهور").

وقوله: (كلا بل هي)، يعني: الحمى، وذكره ابن التين بلفظ هو، وقال: يريد المرض.

و(تفور) أي: تهيج، كذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية