التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5340 5664 - حدثنا عمرو بن عباس، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن محمد - هو ابن المنكدر - عن جابر - رضي الله عنه - قال: جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني ليس براكب بغل ولا برذون. [انظر: 194 - مسلم: 1616 - فتح 10 \ 122]


ذكر فيه حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب على [ ص: 301 ] حمار على إكاف على قطيفة فدكية، وأردف أسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر .. القصة بطولها، وقد سلفت في الجهاد والتفسير، وتأتي في اللباس والأدب والاستئذان، وأخرجه مسلم والنسائي، - وأهمل ابن عساكر النسائي - والترمذي، وقال: حسن صحيح .

وحديث جابر جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني ليس براكب بغل ولا برذون. وأخرجه أبو داود والنسائي وأهمله ابن عساكر.

فيه: ما ترجم له، وعيادة المريض راكبا مفردا وردفا وماشيا كل ذلك سنة مرجو بركة العمل بها، وثواب الأعمال على صحة النية وإخلاصها لله، وإن قلت المشقة فيها.

(والإكاف): ما يجعل على الحمار، كالبرذعة ويقال: وكاف أيضا والقطيفة: دثار مخمل، والجمع: قطائف وقطف.

(والفدكية): منسوبة إلى فدك، قرية بخيبر.

و(عجاجة الدابة): غبارها، قال الجوهري: العجاج: الغبار والدخان أيضا، والعجاجة - أيضا - أخص منه .

[ ص: 302 ] وقوله: (يتثاورون) أي: يتواثبون، وتثور بينهم الفتنة وتهيج، وفيه شكوى الشارع عبد الله بن أبي إلى سعد بن عبادة.

وقوله: ("أبو حباب")، فيه تكنية الكافر يتلطف بذلك من يحتمي به من المسلمين.

والبحيرة: البلدة، قاله الجوهري: يقول هذه بحيرتنا أي: بلدتنا .

و(يتوجوه): يعصبوه، يقال: عصبت رأسه بالعمامة والتاج تعصيبا، واعتصب بها.

وقوله: (شرق بذلك) أي: تنحى وغص بكسر الراء، ومنه شرق بريقه أي غص به.

والبرذون - بكسر الباء - مشتق من برذن الرجل برذنة إذا ثقل، والأنثى: برذونة. قاله الكسائي.

التالي السابق


الخدمات العلمية