التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5353 [ ص: 330 ] 22 - باب: من دعا برفع الوباء والحمى.

5677 - حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:


كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله



وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته فيقول:


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة     وهل تبدون لي شامة وطفيل



قال: قالت عائشة: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: "
اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة".
[انظر: 1889 - مسلم: 1376 - فتح 10 \ 132]


ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - السالف قريبا، والحج أيضا.

والوباء يمد ويقصر، وجمع المقصور: أوباء، والممدود: أوبئة، قاله الجوهري .

وفيه من الفقه: جواز الدعاء إلى الله في رفع الوباء والحمى والرغبة إليه في الصحة والعافية.

وهذا رد على الصوفية في قولهم: إن الولي لا تتم له الولاية إلا إذا [ ص: 331 ] رضي بجميع ما نزل به من البلاء، ولا يدع الله في كشفه، وهو من العجائب، وقد سلف زيفه.

وقوله: (رفع عقيرته) أي: صوته. يقال: إن أصله أن رجلا قطعت رجله، فكان يرفع المقطوعة على الصحيحة ويصيح من شدة وجعها بأعلى صوته، فقيل لكل من رفع صوته: رفع عقيرته. والعقيرة: فعيلة بمعنى مفعولة.

(تم الجزء بحمد الله وعونه، وصلواته على سيدنا محمد وآله، كلما ذكره الذاكرون وسها عن ذكره الغافلون. يتلوه: كتاب الطب)

التالي السابق


الخدمات العلمية