التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5414 5746 - حدثني صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الرقية: " تربة أرضنا، وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا". [انظر: 5745 - مسلم: 2194 - فتح 10 \ 206]


ذكر فيه خمسة أحاديث:

[ ص: 495 ] أحدها:

حديث عبد العزيز قال: دخلت مع ثابت على أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيت. فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: بلى. قال: "اللهم رب الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما".

(وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في "اليوم والليلة" ) .

ثانيها:

حديث مسلم، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، واشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما". قال سفيان: حدثت به منصورا عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة نحوه.

(وسلف في باب دعاء العائد للمريض) ، وترجم عليه بعد: باب مسح الراقي الوجع بيده اليمنى .

ثالثها:

حديثها أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرقي يقول: "أذهب الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت". (وهو من أفراده) .

[ ص: 496 ] رابعها:

حديثها أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول للمريض: "بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا (بإذن ربنا) ".

خامسها:

عنها بلفظ: كان يقول في الرقية: "تربة أرضنا .. " إلى آخره، بزيادة: "بإذن ربنا". (أخرجهما من طريق عمرة عنها، وقد أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه) .

وفي هذه الأحاديث بيان واضح على جواز الرقية بكل ما كان دعاء للعليل بالشفاء، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عاد مريضا قال ما سلف، وذلك كانت رقيته التي يرقي بها أهل العلل، وإذا كان ذلك دعاء ومسألة للعليل بالشفاء فمثله كل ما يرقى به ذو علة من رقية إذا كان دعاء لله، ومسألة من الراقي ربه للعليل الشفاء في أنه لا بأس به.

وذكر عبد الرحمن عن معمر قال: الرقية التي رقى بها جبريل رسول الله: بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل شيء يؤذيك ومن كل عين وحاسد، وباسم الله أرقيك . ومعنى مسحه موضع الوجع بيده في الرقية - والله أعلم - تفاؤلا بذهاب الوجع بمسحه بالرقى.

التالي السابق


الخدمات العلمية