التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5545 [ ص: 98 ] 60 - باب: السخاب للصبيان

5884 - حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا يحيى بن آدم، حدثنا ورقاء بن عمر، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سوق من أسواق المدينة، فانصرف فانصرفت; فقال: "أين لكع؟ - ثلاثا - ادع الحسن بن علي". فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: " اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه". قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال. [انظر: 2122 - مسلم: 2421 - فتح: 10 \ 332]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفت. فقال: "أين لكع؟ - ثلاثا - ادع الحسن بن علي". فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب، فقال - عليه السلام - بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه". قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال.

فيه: جواز جعل السخاب في أعناق الصبيان واتخاذه لهم وهي سخاب القرنفل والسك والطيب وشبهه مما يحل للرجال، وأما الذهب فكرهه مالك للصبيان (الصغار) ، وكره لهم لبس الحرير أيضا، وقال ابن شعبان: يزكى حليهم فلا يجوز اتخاذه، وفي "المدونة": لا بأس أن يحرموا وعليهم الأسورة ، وظاهره:

[ ص: 99 ] الجواز، والمخاطب بذلك وليه والأصح عندنا أن للولي اكتسابه ..

وقوله: ("لكع")، قال أبو عبيد: هو عند العرب العبد أو اللئيم .

وسئل بلال بن حرب عن لكع فقال: هي في لغتنا: الصغير، وإلى هذا ذهب الحسن إذ قال لإنسان ذلك يريد: يا صغيرا في العلم، قال الأصمعي: الأصل في اللكع: الملاكيع، وهي التي تخرج مع السلا على الولد، واللكع في الرجال يوصف به الأحمق، وقد سلف زيادة في شرحه في البيوع في باب: ما ذكر في الأسواق .

وفيه: أنه - عليه السلام - عانق الحسن وقبله، ويعني بالالتزام: المعانقة، والتقبيل المذكورين هناك، وسيأتي ما للعلماء في المعانقة، فإنه موضعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية