التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5572 5916 - حدثني إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قلت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: " إني لبدت رأسي وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر". [انظر: 1566 - مسلم: 1229 - فتح: 10 \ 360]


ذكر فيه عن عمر قال: من ضفر فليحلق، ولا تشبهوا بالتلبيد.

وكان ابن عمر يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملبدا.

ثم ساق حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهل ملبدا يقول: "لبيك اللهم لبيك .. " الحديث.

ثم ساق أيضا حديث حفصة: أنه - عليه السلام - قال لها: "إني لبدت رأسي .. " الحديث.

وقد سلف في الحج .

[ ص: 149 ] والتلبيد أن يجعل (الصمغ) في الغسول، ثم يلطخ بها رأسه عند الإحرام; ليمنعه ذلك من الشعث والتقمل في الإحرام.

وروي: (تشبهوا) بالضم، والصحيح الفتح كما قاله ابن بطال، والمعنى (لا تتشبهوها) ، ومن رواه بالضم أراد لا تشبهوا علينا.

والضفر أن يضفر شعره ذو الشعر الطويل; ليمنعه ذلك من الشعث، والتضفير مثله، ومن فعل هذا لم يجز له أن يقصر على من يراه وهو مالك; لأنه فعل ما يشبه التلبيد الذي أوجب الشارع فيه الحلاق; ولذلك رأى عمر الحلاق على من فعل ذلك.

ومعنى: (لا تشبهوا بالتلبيد) أي: تفعلوا أفعالا تشبه التلبيد في الانتفاع بها وهي العقص والضفر، ثم تقصرون ولا تحلقون تقولون: لم نلبد، فمن فعل فهو ملبد وعليه الحلاق، فإن لبدت المرأة قال مالك: تقصر. ومعناه أنها ممنوعة من الحلق فتقصر بعد أن تنسك وتدهن حتى يذهب التلبيد، وقول حفصة - رضي الله عنها - : (ما شأن الناس حلوا؟) يقال: حل من إحرامه وأحل بمعنى.

التالي السابق


الخدمات العلمية