التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5581 [ ص: 163 ] 76 - باب: ترجيل الحائض زوجها 5925 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت أرجل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض.

حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مثله. [انظر: 295 - مسلم: 297 - فتح: 10 \ 368]


ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - : كنت أرجل (رأس) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض.

الترجيل: التسريح، كما سلف، وفيه أن ترجيل الشعر من زي أهل الإيمان والصلاح، وذلك من النظافة - وقد روى مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لي جمة أرجلها؟ فقال - عليه السلام - : "نعم وأكرمها" وكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين; لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أكرمها" .

وهذا الحديث قد أسنده البزار عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن أبي قتادة فذكره.

وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلاف تأويل أبي قتادة، فروى علي بن المديني عن يحيى بن سعيد، عن هشام، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجيل إلا غبا .

[ ص: 164 ] وروى ابن المبارك عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإرفاه، قلت لابن بريدة: ما الإرفاه، قال: الترجيل كل يوم .

وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما عنده الدنيا، فقال: "إن البذاذة من الإيمان" والمراد بهذا الحديث - والله أعلم - بعض الأوقات، ولم يأمر بلزوم البذاذة في جميع الأحوال لتتفق الأحاديث.

وقد أمر الله تعالى بأخذ الزينة عند كل مسجد، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - باتخاذ الطيب وحسن الهيئة واللباس في (الجمع) والأعياد وما شاكل ذلك من المحافل.

التالي السابق


الخدمات العلمية