التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5646 [ ص: 287 ] 16 - باب: من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم

5992 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة، هل لي فيها من أجر؟ قال حكيم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسلمت على ما سلف من خير". ويقال أيضا عن أبي اليمان: أتحنت. وقال معمر وصالح وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحاق: التحنث: التبرر، وتابعهم هشام، عن أبيه. [انظر: 1436 - مسلم: 123 - فتح: 10 \ 424]


ذكر فيه حديث حكيم بن حزام: أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة، هل لي فيها من أجر؟ فقال: "أسلمت على ما سلف لك من خير". ويقال أيضا عن أبي اليمان: أتحنت. وقال معمر وصالح وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحاق: التحنث: التبرر. تابعهم هشام، عن أبيه.

هذا الحديث سلف في الزكاة، وفيه: تفضل الله على من أسلم من أهل الكتاب، وأنه يعطي (الكافر) ثواب ما عمله في الجاهلية من أعمال البر، وهو مثل قوله: "إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان زلفها" فهذا - والله أعلم - ببركة الإسلام وفضله.

وقوله: (كنت أتحنث بها)، هو بالمثلثة، أي: أتعبد وأتبرر، كقول ابن إسحاق في الأصل، وأما (أتحنت) بالمثناة فوق، فلا أعلم له وجها.

[ ص: 288 ] قال بعض العلماء: لا يمتنع أن يجازي من أسلم على ما فعل من الخير في حال كفره، وقد روي عنه - عليه السلام - ، فذكر الحديث السالف.

وقوله: (من صلة وعتاقة) قال الداودي: فيه أن من أعتق كافرا ثم أسلم يكون له ولاؤه، وهذا لا يؤخذ من هذا الحديث.

قال: وفيه جواز عتق الكافر، وهذا نحو الأول، إلا أن الغالب أن المعتق كافر.

التالي السابق


الخدمات العلمية