التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5655 [ ص: 300 ] 20 - باب: قتل الولد خشية أن يأكل معه

6001 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك". قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك". قال: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك". وأنزل الله تصديق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر [الفرقان: 68]. [انظر: 4477 - مسلم: 86 - فتح: 10 \ 433].


ذكر فيه حديث عبد الله: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك". قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك .. ". الحديث.

إنما جعل قتل الولد خشية الأكل معه أعظم الذنوب بعد الشرك; لأن ذلك يجمع القتل وقطع الرحم ونهاية البخل، وذكره هنا عقب باب رحمة الولد وتقبيله; ليعلم أن قتله خشية الأكل معه من أعظم الذنوب بعد الشرك به، فإذا كان كذلك فرحمته وصلته والإحسان إليه من أعظم أعمال البر بعد الإيمان بالله.

وقوله: ("أن تزاني حليلة جارك") أي: زوجته، سميت حليلة والزوج حليلا; لأن كل واحد منهما يحل عند صاحبه. وقيل: لأن كل واحد يحل (بإزاء) صاحبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية