التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5670 [ ص: 321 ] 29 - باب: إثم من لا يأمن جاره بوائقه

يوبقهن [الشورى: 34]: يهلكهن. موبقا [الكهف: 52]: مهلكا.

6016 - حدثنا عاصم بن علي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبي شريح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: " الذي لا يأمن جاره بوايقه". تابعه شبابة وأسد بن موسى.

وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عياش وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. [فتح: 10 \ 443]


حدثنا عاصم بن علي، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبي شريح - خويلد بن عمرو في بعض الأقوال الخزاعي العدوي عدي بن عمرو بن (لحي) أخو كعب بن عمرو مات سنة: ثمان وستين. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من لا يأمن جاره بوائقه". تابعه شبابة وأسد بن موسى. وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عياش وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة.

الشرح:

(حديث أبي شريح من أفراده، وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم بلفظ: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" ) قال قتادة: بوائقه: ظلمه وغشمه. قال الكسائي: غوائله وشره. قال: البائقة:

[ ص: 322 ] الداهية، وانباقت عليه بائقة شر مثل انباجت و (انفتقت) ، وانباق عليهم الدهر: هجم عليهم بالداهية كما يخرج الصوت من البوق.

وهذا الحديث شديد الحض على ترك أذى الجار، ألا ترى أنه - عليه السلام - أكد ذلك بقسمه ثلاث مرات أنه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، ومعناه: أنه لا يؤمن الإيمان الكامل، ولا يبلغ أعلى درجاته من كان بهذه الصفة، فينبغي لكل مؤمن أن يحذر أذى جاره ويرغب أن يكون في أعلى درجات الإيمان وينتهي عما نهاه الله ورسوله عنه، ويرغب فيما رضياه وحضا العباد عليه.

وقال أبو حازم المزني: كان أهل الجاهلية أبر بالجار منكم، هذا قائلهم يقول:


ناري ونار الجار واحدة وإليه قبلي تنزل القدر     ما ضر جارا أن أجاوره
أن لا يكون لبابه ستر     أعمى إذا ما جارتي برزت
حتى يواري جارتي الخدر .



التالي السابق


الخدمات العلمية