التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5671 [ ص: 323 ] 30 - باب: لا تحقرن جارة لجارتها 6017 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد - هو المقبري - عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة". [انظر: 2566 - مسلم: 1030 - فتح: 10 \ 445].


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة".

هذا الحديث سلف في الهبة، والفرسن: خف البعير بمنزلة الحافر للدابة، وقد يستعار للشاة، والأصل في الشاة الظلف. وقال الداودي: هو الظفر وما يليه.

قال ابن بطال: وإنما أشار - عليه السلام - بفرسن الشاة إلى القليل للهدية لا إلى الفرسن; لأنه لا فائدة فيه، وقد قال - عليه السلام - لأبي تميمة الهجيمي: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تضع من دلوك في إناء المستقي" .

وقوله: ("لا تحقرن") هو براء مفتوحة، ثم نون مشددة، والحديث دال على مهاداة الجار وصلته، و"يا نساء المسلمات" على الإضافة من إضافة الشيء إلى نفسه كمسجد الجامع، أو إضافة الأعم

[ ص: 324 ] إلى الأخص كبهيمة الأنعام، أو على معنى التعظيم، أي: فاضلات المسلمات، كقولك: هؤلاء رجال القوم، أي: ساداتهم، وقيل: معناه: يا نساء الجماعات المسلمات، أو يا نساء النفوس المسلمات، وكله متقارب المعنى.

قال عياض: ورويناه برفعهما على معنى النداء، والنعت أي: يا أيها النساء المسلمات ويجوز رفع النساء وكسر المسلمات في معنى المنصوبات على النعت على الموضع، كما تقول: يا زيد العاقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية