التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5681 [ ص: 341 ] 37 - باب: قول الله - عز وجل - : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها إلى آخر الآية [النساء: 85]

كفل [النساء: 85]: نصيب. قال أبو موسى: كفلين [الحديد: 28]: أجرين بالحبشية.

6028 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: " اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء". [انظر: 1432 - مسلم: 2627 - فتح: 10 \ 451]


ذكر فيه حديث أبي موسى السالف في الباب قبله.

معنى قوله (بالحبشية) يعني: أن لغتهم في ذلك وافقت لغة العرب.

وقوله: ( كفل : نصيب)، هو ما حكاه أهل اللغة، واشتقاقه من (الكساء) الذي يحويه راكب البعير على سنامه إذا ارتدفه لئلا يسقط. فتأويله: يؤتكم نصيبين تحفظا بكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الراكب. وقال ابن فارس: الكفل: الضعف ، وقاله في "الصحاح" وزاد: ويقال: إنه النصيب .

وفيه: الحض على الشفاعة للمؤمنين في حوائجهم، وأن الشافع مأجور وإن لم يشفع في حاجته.

[ ص: 342 ] وقال أهل التأويل في قوله: من يشفع شفاعة حسنة يعني: في الدنيا يكن له نصيب منها في الآخرة. وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض ، وقد قيل في الآية: إن الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم. وقيل: هو في قول اليهود: السام عليكم. وقيل: المعنى: من يكن شفيعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيب من الأجر، ومن يكن شفيعا لآخر في باطل يكن له نصيب من الوزر. والكفل: الوزر والإثم، عن الحسن وقتادة. والقول الأول أشبه بالحديث وأولاها بتأويل الآية كما نبه عليه ابن بطال .

(فائدة غريبة:

روى الحافظ المنذري في جزء "غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر" حديث ابن عباس رفعه: "من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" ثم قال: غريب، ورجال إسناده معروفون سوى أحمد بن بكار) .

التالي السابق


الخدمات العلمية