التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5692 [ ص: 358 ] 40 - باب: كيف يكون الرجل في أهله؟

6039 - حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. [انظر: 676 - فتح: 10 \ 461]


ذكر فيه حديث الأسود قال: سألت عائشة - رضي الله عنها - : ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة.

(هذا الحديث سلف في الصلاة) .

المهنة - بكسر الميم وفتحها - قال شمر عن مشايخه: هي بنصب الميم، وكسرها خطأ، وكذا في "الصحاح" أنها بالفتح، وزاد: حكى أبو زيد والكسائي الكسر، وأنكره الأصمعي .

قال ابن التين: وبالكسر قرأناه، ولا شك أن أخلاق الأنبياء والمرسلين التواضع والتذلل في أفعالهم، والبعد عن الترفه والتنعم، فكانوا يمتهنون أنفسهم فيما تعين لهم; ليسنوا بذلك فيسلك سبيلهم وتقتفى (آثارهم) .

وقول عائشة - رضي الله عنها - : (كان في مهنة أهله)، يدل على دوام ذلك من فعله متى عرض له ما يحتاج إلى إصلاحه; لئلا يخلد إلى الدعة والرفاهية التي ذمها الله وأخبر أنها من صفات غير المؤمنين، فقال: وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا [المزمل: 11].

[ ص: 359 ] روى سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أنه سألها: ما كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟ قالت: يخصف النعل ويرقع الثوب .

وفي حديث آخر: "أما أنا فأتزر بالكساء وأجلس بالأرض وأحلب شاة أهلي" وقال ابن مسعود: إن الأنبياء من قبلكم كانوا يلبسون الصوف، ويركبون الحمر، ويحلبون الغنم. وهذه كانت سيرة سلف هذه الأمة، ويأتي في باب التواضع من الرقاق جملة من سيرتهم في ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية