التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5696 6043 - حدثني محمد بن المثنى، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى: " أتدرون أي يوم هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "بلد حرام، أتدرون أي شهر هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهر حرام". قال: " فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". [انظر: 1742 - فتح: 1 \ 463]


ذكر فيه حديث سفيان عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضحك الرجل مما يخرج من الأنفس، وقال: "بم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل، ثم لعله يعانقها". وقال الثوري ووهيب وأبو معاوية، عن هشام: "جلد العبد".

وحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى: "أتدرون أي يوم هذا؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. إلى أن قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".

[ ص: 366 ] (وهذا الحديث سلف في الحج) ، قال المفسرون في الآية المذكورة معنى لا يسخر : لا يطعن بعضهم على بعض، أي: لا يستهزئ قوم بقوم. عسى أن يكونوا خيرا منهم عند الله، ومن هذا المعنى نهيه - عليه السلام - أن تضحك مما يخرج من الأنفس أي: من الإحداث; لأن الله سوى بين خلقه الأنبياء وغيرهم في ذلك، فقال في مريم وعيسى عليهما السلام: كانا يأكلان الطعام [المائدة: 75] كناية عن الغائط، ومن المحال أن يضحك أحد من غيره أو بغيره بما يأتي هو بمثله ولا ينفك منه، وقد حرم الله عرض المؤمن، كما حرم دمه وماله، فلا يحل الهزء ولا السخرية بأحد، وأصل هذا إعجاب المرء بنفسه وازدراء غيره، وكان يقال: من العجب أن ترى لنفسك الفضل على الناس وتمقتهم ولا تمقت نفسك.

وقد روى ثابت، عن أنس - رضي الله عنه - ، أنه - عليه السلام - قال: "لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب، العجب" .

وقال مطرف: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلى من أن أبيت قائما وأصبح معجبا .

وقال خالد الربعي: في الإنجيل مكتوب: المستكبر على أخيه بالدين بمنزلة القاتل.

التالي السابق


الخدمات العلمية