التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
524 [ ص: 169 ] 549 - حدثنا ابن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال: سمعت أبا أمامة يقول: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم، ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كنا نصلي معه. [مسلم: 623 - فتح: 2 \ 26]


ذكر فيه سبعة أحاديث:

أحدها: معلقا فقال: وقال أبو أسامة، عن هشام: من قعر حجرتها.

وهذا قد أسنده الإسماعيلي عن ابن ناجية وغيره، عن أبي عبد الرحمن، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس في قعر حجرتها وقد سلف طرف منه في المواقيت.

الحديث الثاني: حديث عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها.

هذا الحديث هو الذي أشرنا إليه آنفا أنه أخرجه في المواقيت، وقد سلف الكلام عليه هناك.

الحديث الثالث: حديثها أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء من حجرتها.

الحديث الرابع: عنها أيضا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة العصر والشمس طالعة في حجرتي، لم يظهر الفيء بعد.

وقال مالك، ويحيى بن سعيد، وشعيب، وابن أبي حفصة: والشمس قبل أن تظهر.

[ ص: 170 ] وهذا التعليق ذكره البخاري عقب حديث ابن عيينة هذا. وذكره خلف في "أطرافه" عقب حديث الليث، وهو الحديث الثالث. وحديث مالك عن ابن شهاب سلف في باب المواقيت.

الحديث الخامس: حديث سيار بن سلامة.

وقد سلف بطوله في باب وقت الظهر عند الزوال، وهو الحديث الثالث منه، وزاد فيه: كان يصلي على الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه.

وسيأتي كل ذلك.

وسميت الأولى؛ لأنها أول صلاة صلاها جبريل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فظاهره يقتضي وقوعها عند الدحض، وهو الزوال كما سلف هناك.

والمراد: عقبه.

وتدحض: تزول، وأصله الزلق. والهجير والهاجرة: وقت شدة الحر، سميت هاجرة لهرب كل شيء منها.

الحديث السادس: حديث أنس:

كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف، فنجدهم يصلون العصر.

[ ص: 171 ] ذكره من حديث مالك عن إسحاق، عنه.

وأخرجه مسلم أيضا، قال أبو عمر: هذا يدخل في المسند.

وقد روي عنه: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروي عن مالك: ثم يذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة. ووهم فيه.

قلت: قد أخرجها هنا من جهته كما ستعلمه.

وقال النسائي: لم يتابعه أحد عليه. والمعروف العوالي. كما في البخاري ومسلم أيضا.

وقد تابع مالكا ابن أبي ذئب من رواية الشافعي كما ذكره الباجي في "شرح الموطأ".

الحديث السابع: حديث أبي أمامة قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم، ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كنا نصلي معه.

هذا الحديث أخرجه مسلم والنسائي أيضا، وهذه الواقعة كانت بالمدينة حين ولي عمر بن عبد العزيز نيابة لا خلافة؛ لأن أنسا توفي قبل [ ص: 172 ] خلافة عمر، وكان فعل عمر هذا على جاري عادة الأمراء قبله، قبل أن يبلغه التقديم، فلما بلغه صار إليه، ويجوز أن يكون لعذر عرض له.

وفي مسلم وأبي داود والترمذي وصححه من حديث العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر. فقمنا فصلينا، فلما انصرف قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا" وليس للعلاء عن أنس في "صحيح مسلم" غيره.

ثم ذكر البخاري أيضا:

التالي السابق


الخدمات العلمية