التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5711 [ ص: 394 ] 52 - باب: ما قيل في ذي الوجهين

6058 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه". [انظر: 3494 - مسلم: 2526 - فتح: 10 \ 474]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".

يريد أنه يأتي إلى كل قوم بما يرضيهم، خيرا كان أو شرا، وهذه هي المداهنة المحرمة.

وإنما سمي ذو الوجهين مداهنا; لأنه يظهر لأهل المنكر أنه عنهم راض فيلقاهم بوجه سمح بالترحيب والبشر، وكذلك يظهر لأهل الحق أنه عنهم راض، وفي باطنه أن هذا دأبه في أن يرضي كل فريق منهم، ويريهم أنه منهم، وإن كان في مصاحبته لأهل الحق مريدا لفعلهم، وفي صحبته لأهل الباطل منكرا لفعلهم. فبخلطته لكلا الطائفتين وإظهاره الرضا بفعلهم استحق اسم المداهنة للأسباب الظاهرة عليه المشبهة بالدهان الذي يظهر على ظواهر الأشياء ويستر بواطنها، ولو كان مع إحدى الطائفتين لم يكن مداهنا، وإنما كان يسمى باسم الطائفة المتفرد بصحبتها.

وقد جاء في ذي الوجهين وعيد شديد، روى أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها" .

[ ص: 395 ] وروى أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة" فينبغي للمؤمن العاقل أن يرغب بنفسه عما يوبقه ويخزيه عند الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية