التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5769 [ ص: 496 ] 78 - باب: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"

6120 - حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن ربعي بن حراش، حدثنا أبو مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت". [انظر: 3483 - فتح: 10 \ 523].


ذكر فيه حديث منصور، عن ربعي بن حراش، ثنا أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

(هذا الحديث انفرد بإخراجه البخاري، وقد سلف قبيل المناقب) . يريد أن الحياء ممدوح على ألسنة الأنبياء الأولين - صلى الله عليهم وسلم - ، ولم ينسخ في جملة ما نسخ من شرائعهم، قاله الخطابي .

وقوله: ("اصنع") أمر، ومعناه: الخبر، أي: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت، يريد ما تأمرك به النفس من الهوى.

وفيه وجه آخر: افعل ما شئت، ما لا تستحي منه. أي: لا تفعل ما تستحي منه.

وفيه وجه ثالث: أن معناه الوعيد كـ: اعملوا ما شئتم [فصلت: 40] ولم يطلقهم تعالى على الكفر وفعل المعاصي، بل توعدهم بهذا اللفظ; لأنه تعالى قد بين لهم ما يأتون وما (يذرون) .

[ ص: 497 ] كقوله - عليه السلام - : "من باع الخمر فليشقص الخنازير" .

(فلو) لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير إذ الخمر يحرم شربها، محظور بيعها.

قال ابن بطال: وهذا التأويل أولى، وهو الشائع في لسان العرب، ولم يقل أحد في تأويل الآية المذكورة غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية