التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5796 6148 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ قال: وكان عامر رجلا شاعرا، فنزل يحدو بالقوم يقول:


ولا تصدقنا ولا صلينا اللهم لولا أنت ما اهتدينا [ ص: 541 ]     فاغفر فداء لك ما اقتفينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا     إنا إذا صيح بنا أتينا
وألقين سكينة علينا     وبالصياح عولوا علينا.



قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من هذا السائق؟". قالوا: عامر بن الأكوع. فقال: "يرحمه الله". فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لو أمتعتنا به. قال: فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم، فلما أمسى الناس اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟". قالوا: على لحم. قال: "
على أي لحم؟". قالوا: على لحم حمر إنسية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أهرقوها واكسروها". فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها؟ قال: "أو ذاك". فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به يهوديا ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبة عامر، فمات منه، فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاحبا. فقال لي "ما لك؟". فقلت: فدى لك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله. قال: "من قاله؟". قلت: قاله فلان وفلان وفلان، وأسيد بن الحضير الأنصاري. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كذب من قاله، إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله".
[انظر: 2477 - مسلم: 1802 - فتح: 10 \ 537].

التالي السابق


الخدمات العلمية