التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5803 6155 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا". [ مسلم: 2257 - فتح: 10 \ 548]


ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا".

وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا".

الشرح:

القيح بفتح القاف: المدة لا يخالطها دم، وفسر الشعبي هذا الحديث بالشعر الذي هجي به النبي - صلى الله عليه وسلم - ووهاه أبو عبيد والداودي; لأن شطر بيت من ذلك كفر والراوي أحد الشاتمين. قال أبو عبيد: والذي عندي أنه إذا غلب عليه وصده عن الذكر والقرآن. كما بوب عليه البخاري.

وقوله: (حتى يريه) أي: يأكله. قال الأصمعي: هو من الوري على مثال الرمي، يقال فيه: رجل موري - غير مهموز مشدد - وهو أن يوري جوفه. وكذا قاله الأزهري. وقال أبو عبيد: الوري: هو أن يأكل القيح جوفه. وأنشد الأصمعي:

[ ص: 563 ] قالت له: وريا إذا تنحنح، أي: تدعو عليه بالوري ، وقال الجوهري: ورى القيح جوفه وريا. أي: أكله، والاسم: الورى بالتحريك.

قال الفراء: يقال سلط الله (عليه) الورى وحمى خيبر .

وقال ابن الأثير: هو من الوري: الداء، يقال: وري يورى فهو موري: إذا أصاب جوفه الداء . وقال الفراء: هو الورى بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون المصدر، وبالفتح الاسم. وقال قوم: معناه حتى يصيب رئته، وأنكره غيرهم; لأن الرئة مهموزة وإذا بنيت منه فعلا قلت: رآه يرأه فهو مرئ، وقال الأزهري: إن الرئة أصلها من ورى، وهي محذوفة منه تقول: وريت الرجل، فهو موري إذا أصبت رئته، والمشهور في الرئة الهمز .

التالي السابق


الخدمات العلمية