التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5819 6171 - حدثنا عبدان، أخبرنا أبي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك، أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : متى الساعة يا رسول الله؟ قال: "ما أعددت لها؟". قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت". [انظر: 3688 - مسلم: 2639 - فتح: 10 \ 557]


وذكر فيه حديث أبي وائل، عن عبد الله - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "المرء مع من أحب".

[ ص: 584 ] وحدثنا قتيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه - : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال: "المرء مع من أحب". تابعه جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ثم ساق من حديث أبي نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الرجل يحب القوم ولا يلحق بهم؟ قال: "المرء مع من أحب". تابعه أبو معاوية ومحمد بن عبيد.

ثم ساق حديث أنس - رضي الله عنه - : أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . الحديث سلف في الباب قبله، (ويأتي في الأحكام ، وأخرجه مسلم أيضا) .

وقوله: (تابعه جرير) . إلى آخره يدل أن جريرا الأول هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي. ومتابعة سليمان أخرجها مسلم من حديث أبي الجواب الأحوص بن جواب، عنه، وليس له في "صحيحه" سواه. ومتابعة أبي معاوية أخرجها ابن ماجه، عن ابن نمير، عنه بمعناه .

[ ص: 585 ] ومعنى: (ولما يلحق بهم): يريد في العمل والمنزلة، ولا شك أن علامة حب الله: حب رسوله واتباع سبيله والاقتداء بسنته; لقوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [آل عمران: 31] وقوله - عليه السلام - : "المرء مع من أحب". فدل هذا أن من أحب عبدا في الله فإن الله - عز وجل - جامع بينه وبينه في جنته ومدخله مدخله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله: (ولما يلحق بهم) كما سلف، وبيان هذا المعنى - والله أعلم - أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله تعالى، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب، واعتقادا لها أثاب الله سبحانه معتقد ذلك ثواب الصالحين; إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية