التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5831 [ ص: 606 ] 104 - باب: قول الرجل: جعلني الله فداك

وقال أبو بكر - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فديناك بآبائنا وأمهاتنا. [انظر: 3904]

6185 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية مردفها على راحلته، فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة، فصرع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرأة، وأن أبا طلحة - قال: أحسب - اقتحم عن بعيره، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، جعلني الله فداك، هل أصابك من شيء؟. قال: " لا، ولكن عليك بالمرأة". فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها، فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، فشد لهما على راحلتهما فركبا، فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة - أو قال: أشرفوا على المدينة - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "آيبون تائبون، عابدون، لربنا حامدون". فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة. [انظر: 371 - مسلم: 1345 - فتح: 10 \ 569]


ثم ذكر فيه حديث أنس أنه أقبل هو وأبو طلحة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث. وفيه: يا نبي الله، جعلني الله فداك.

وفيه: رد على من منع الفداء كما سلف.

وقوله: (فألوى أبو طلحة ثوبه على وجهه) وفي نسخة: (فألقى). ألوى بالشيء: ذهب به كاليد ونحوها، ولعله بحذف الياء أي: ألوى ثوبه على وجهه. ولأبي ذر: (فألقى) وهو بين.

وقوله: (حتى إذا كانوا بظهر المدينة. أو قال: وأشرفوا على المدينة). هو الفضاء الذي عندها.

وقوله: ("تائبون") أي: تبنا إليك. وقيل: لا يقول ذلك إلا من علم أن الله تاب عليه، وليقل: اللهم تب علينا، وقوله: إلا من علم. وهذا لا يعلم إلا بوحي.

التالي السابق


الخدمات العلمية