التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5840 6193 - حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني، أن جده حزنا قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: " ما اسمك؟". قال: اسمي حزن. قال: "بل أنت سهل". قال: ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد. [انظر: 6190 - فتح: 10 \ 575]


ذكر فيه حديث أبي حازم، عن سهل قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولد، فوضعه على فخذه - وأبو أسيد جالس - فلها النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فاستفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أين الصبي؟ ". فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله. قال: "ما اسمه؟ ". قال: فلان. قال: "لكن أسمه المنذر". فسماه يومئذ المنذر.

وحديث أبي رافع، عن

أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها. فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب.

[ ص: 614 ] وحديث عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني أن جده حزنا قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: "ما اسمك؟ " .. الحديث كما سلف.

وقد سلف أنه - عليه السلام - كان يعجبه تغيير الاسم القبيح بالحسن على وجه التفاؤل والتيمن; لأنه كان يعجبه الفأل الحسن، وقد غير - عليه السلام - عدة أسام، غير برة بزينب، وغيره مما سلف، وقد أمر الذي سمى ابنه القاسم أن يسميه عبد الرحمن إن كان صادقا حقا. ومعنى: (لها بشيء بين يديه) أي: اشتغل به، وكل ما شغلك عن شيء فقد ألهاك. والاستفاقة: استفعال من أفاق، إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه.

وقوله: (قلبناه). أورده ابن التين بلفظ: (أقلبناه. وقال: كذا وقع، وصوابه: أقلبناه. يقال: قلبت القوم. كما يقال) : صرفت الصبيان، عن ثعلب. كذا في "الصحاح" . قال الداودي: وسماه المنذر تفاؤلا أن يكون له علم ينذر به. قال: وحديث ابن المسيب مرسل وتقدم مسندا، وروي: لهي. على وزن علم.

التالي السابق


الخدمات العلمية