التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5853 6206 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رواية قال: "أخنع اسم عند الله - وقال سفيان غير مرة: أخنع الأسماء عند الله - رجل تسمى بملك الأملاك". [انظر: 6205 - مسلم: 2143 - فتح: 10 \ 588]

قال سفيان: يقول غيره: تفسيره: شاهان شاه. [انظر: 6205 - مسلم: 2143 - فتح: 10 \ 588]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أخنى الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك".

وعنه رواية: "أخنع اسم عند الله - وقال سفيان غير مرة: أخنع الأسماء عند الله - رجل تسمى بملك الأملاك".

قال سفيان: يقول غيره: تفسيره: شان شاه.

الشرح:

قوله: "أخنى الأسماء (عند الله) "كذا في الأصول، وأورده ابن بطال وابن التين: "أخنى الأسماء". وهو ما في بعض النسخ، وفي أخرى: "أفحش"، وأخرى: "أوضع"، وأخرى: "أخنع".

وروي في حديثه الثاني: "أخضع"، قال الخطابي: إن كان أخنى محفوظا، فمعناه: أفحش الأسماء وأقبحها من الخناء، وهو الفحش،

[ ص: 629 ] وأما "أخنع" فمعناه: أذل وأوضع، يقال: خنع خنوعا إذا تواضع وذل، وقيل: (خضع) .

وعبارة صاحب "الأفعال": إذا ذل وأعطى الحق من نفسه ، فعاقب الله من طلب الرفعة في الدنيا بما لا يحل له من صفات ربه بالذل يوم القيامة، كما جاء في الحديث أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم .

فصل:

وشاهنشاه بالفارسية هو ملك الملوك، وقد روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن (مجاهد) قال: "أكره الأسماء إلى الله ملك الأملاك". (وإنما كان ملك الأملاك) أبغض إلى الله تعالى وأكره إليه أن يسمى به مخلوق; لأنه صفة الله، ولا تليق بمخلوق صفات الله ولا أسماؤه، ولا ينبغي أن يتسمى أحد بشيء من ذلك; لأن العباد لا يوصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية، وقد سلف حديث عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: "لا تسموا أبناءكم حكما ولا أبا الحكم; فإن الله هو الحكيم العليم" .

[ ص: 630 ] فصل:

قال الداودي في الحديث: أبغض الأسماء إلى الله: خالد ومالك; وذلك أن أحدا ليس يخلد، والمالك الله تعالى. قال: وما أراه محفوظا; لأن بعض الصحابة كان اسمه: خالد ومالك. قلت: هذا عجيب; ففي الصحابة من اسمه خالد فوق السبعين، ومالك في الصحابة فوق المائة وعشرة، والعباد وإن كانوا يموتون فالأرواح لا تفنى، ثم تعود الأجسام التي كانت في الدنيا وتعود فيها تلك الأرواح ويخلد كل فريق في أحد الدارين، وفي التنزيل: ونادوا يا مالك [الزخرف: 77] لخازن النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية