التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5867 [ ص: 653 ] 123 - باب: الحمد للعاطس

6221 - حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا سليمان، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل له، فقال: " هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله". [ 6225 - مسلم: 2991 - فتح: 10 \ 599]


ذكر فيه حديث أنس - رضي الله عنه - عطس رجلان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل له، فقال: "هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله".

(هذا الحديث أخرجه مسلم آخر "الصحيح" وغيره، والنسائي في "اليوم والليلة" ، قال الترمذي: حسن صحيح) .

وعطس: بفتح الطاء في الماضي، وبالضم والكسر في مستقبله، وهذا الذي عليه العلماء أنه يشمت من حمد دون من لم يحمد، وقال مالك: فإن بعد منك وسمعت من يليه يشمته فشمته .

والتشميت: بالمعجمة والمهملة، قاله الخليل وثعلب وأبو عبيد وغيرهم، قال ثعلب: والاختيار بالمهملة; لأنه مأخوذ من السمت وهو القصد و (المحجة) .

[ ص: 654 ] وقال أبو عبيد: الشين في كلامهم أعلى وأكثر .

قال أبو عبد الملك: يجوز بالمهملة، وهو أفصح، يقال: سمت الإبل في المراعي إذا اجتمعت. فالمعنى: جمع الله شملك، وهذا ذكره بعض أهل اللغة في المعجمة، وقال قوم: معناهما واحد، وهو من القصد، والعرب تبدل السين من الشين. قالوا: جاحشته وجاحسته أي: زاحمته، فالمعنى: دعوت بالهدى والاستقامة على سمت الطريق، وقيل: هو من الشماتة، وذلك لأنك إذا قلت له: رحمك الله، فقد أدخلت على الشيطان ما يسخطه فيسر العاطس بذلك، وقيل: معناه: أبعد الله عنك الشماتة، وجنبك ما سمت به عليك، قاله ثعلب.

التالي السابق


الخدمات العلمية