التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
549 574 - حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام، حدثني أبو جمرة، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى البردين دخل الجنة". وقال ابن رجاء: حدثنا همام عن أبي جمرة، أن أبا بكر بن عبد الله بن قيس أخبره بهذا.

حدثنا إسحاق، عن حبان، حدثنا همام، حدثنا أبو جمرة، عن أبي بكر بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. [مسلم: 635 - فتح: 2 \ 52]


ذكر فيه حديثين:

أحدهما: حديث جرير السالف في فضل صلاة العصر فراجعه: وهو دال على فضل المبادرة والمحافظة على صلاة الصبح والعصر، وأن بذلك ينال رؤية الله تعالى يوم القيامة؛ وخصا بالذكر لفضلهما باجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، وهو معنى قوله تعالى: إن قرآن الفجر كان مشهودا [الإسراء: 78] وليلة البدر ليلة أربع عشرة، كما جاء في رواية أخرى، سمي بدرا لتمامه. وقيل: لمبادرته الشمس بالطلوع.

[ ص: 248 ] الثاني: حديث أبي موسى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى البردين دخل الجنة". وقال ابن رجاء: ثنا همام، عن أبي جمرة، عن أبي بكر، عن أبيه بهذا.

وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضا، والتعليق أسنده الطبراني عن عثمان بن عمر الضبي، ثنا عبد الله بن رجاء. وفائدته عند البخاري نسبة أبي بكر إلى أبيه أبي موسى الأشعري؛ لأن الناس اختلفوا في أبي بكر هذا، ابن من هو؟ فقال الدارقطني نقلا عن بعض أهل العلم: هو أبو بكر بن عمارة بن رؤيبة الثقفي، وهذا الحديث محفوظ عنه. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه، وإنما يعرف عن أبي بكر بن عمارة، عن أبيه، ولكن هكذا قال همام. يعنيان بذلك حديث أبي بكر بن عمارة المخرج عند مسلم: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" يعني: الفجر و [العصر]، وهما البردان، سميا بذلك؛ لأنهما يفعلان وقت البرد ولطيب الهواء فيه، وأبعد من ضم إليهما المغرب فيما حكاه ابن بطال عن أبي عبيدة، وخصا بالذكر لشهود الملائكة فيهما. وقال القزاز: بشر بذلك كل من صلاهما معه في أول فرضه إلى أن نسخ ليلة الإسراء.

[ ص: 249 ] وقوله: "دخل الجنة" إما أن يكون خرج مخرج الغالب؛ لأن الغالب أن من صلاهما ورعى حقوقهما انتهى عما ينافيهما من فحشاء ومنكر؛ لأن الصلاة تنهى عنهما، أو يكون آخر أمره دخولها.

التالي السابق


الخدمات العلمية