التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5959 [ ص: 218 ] 11 - باب: التسبيح والتكبير عند المنام

6318 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن علي، أن فاطمة - عليهما السلام - شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته. قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: "مكانك". فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما -أو أخذتما مضاجعكما- فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم". وعن شعبة، عن خالد، عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون. [انظر: 3113 - مسلم: 2727 -

فتح: 11 \ 119]


ذكر فيه حديث علي، أن فاطمة - رضي الله عنها - اشتكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما، الحديث وفيه: "فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم".

وقال ابن سيرين: التسبيح أربع وثلاثون.

وهذا (نوع) من الذكر عند النوم غير ما سلف في حديث البراء وحديث حذيفة والأحاديث الأخر.

وقد يمكن أن يكون - عليه السلام - يجمع ذلك كله عند نومه، وقد يمكن أن يقتصر على بعضها; إعلاما (لأمته) أن ذلك معناه الحض والندب لا الوجوب والفرض.

[ ص: 219 ] وفيه: حجة لمن فضل الفقر على الغنى حيث قال: ("ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم") فعلمهما الذكر، ولو كان الغنى أفضل من الفقر لأعطاهما الخادم، وعلمهما الذكر، فلما منعهما الخادم، و(قصرهما) على الذكر خاصة علم أنه إنما اختار لهما الأفضل عند الله.

ولم يزد ابن التين في شرح هذا الحديث على قوله: فجاء وقد أخذنا مضاجعنا لعله كان قبل نزول آية الاستئذان.

التالي السابق


الخدمات العلمية