التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5983 [ ص: 265 ] 25 – باب: الدعاء مستقبل القبلة

6343 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه. [انظر: 1005 - مسلم: 894 - فتح: 11 \

144]


وساق حديث عبد الله بن زيد: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه.

واعترض الإسماعيلي فقال: هذا الحديث في الباب قبله أدخل مما هنا، ولعل أبا عبد الله أراد أنه كما استقبل القبلة وقلب رداءه دعا حينئذ وليس كذلك، قلت: بلى. وقد روى البخاري في باب الاستسقاء في التحويل والجهر، وقال فيهما: فاستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما.

قلت: والدعاء حسن كيفما تيسر وبكل حال; ألا ترى قوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم [آل عمران: 191]. فمدحهم الله ولم يشترط في ذلك حالة دون حالة، ولذلك دعا - عليه السلام - في الحديث الأول في خطبته يوم الجمعة، وهو غير مستقبل القبلة، وفي الاستسقاء استقبلها.

فصل:

في ألفاظ وقعت في الحديث في الباب الأول لا بأس أن ننبه عليها: قوله: (فتغيمت السماء) الغيم: السحاب، يقال: غامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت بمعنى.

[ ص: 266 ] وقوله: (يسقينا) تقرأ بضم الياء ويجوز فتحها سقى وأسقى بمعنى، وقيل بالفرق كما سلف في موضعه.

وقوله: (ومطرنا) أي: رحمنا، قال الهروي: وكذا أمطرنا هذا قول أهل اللغة، وفي التفسير: أمطر في العذاب ومطرنا في الرحمة. وفي "الصحاح": وقد مطرنا وناس يقولون: مطرت السماء وأمطرت بمعنى. وكذا في كتاب ابن فارس: مطرنا وغرقنا بكسر الراء وقرئ: (ليغرق أهلها) بفتح الياء والراء.

فصل:

وفيه: حجة على أبي حنيفة في التحويل وعند الشافعي: ينكسه أيضا خلافا لمالك، وقال ابن الجلاب: هو بالخيار. وعلل بالتفاؤل بالانتقال من حال إلى حال. وأنكره بعضهم وألزم بتحويل الخاتم وغيره مما يسرع تحويله.

فرع:

إذا تحول الإمام تحول الناس وفاقا لمالك، وقال ابن عبد الحكم: يحول الإمام وحده. وكل هذا سلف مبسوطا، وأعدناه لبعده.

التالي السابق


الخدمات العلمية