التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6001 [ ص: 296 ] 35 – باب: التعوذ من الفتن

6362 - حدثنا حفص بن عمر، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -: سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه المسألة، فغضب، فصعد المنبر فقال: "لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم". فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: "حذافة"، ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا، نعوذ بالله من الفتن. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط". وكان قتادة يذكر عند الحديث هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . [المائدة: 101] [انظر: 93 - مسلم: 2359 - فتح: 11 \ 172].


ذكر فيه حديث أنس - رضي الله عنه -: سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه المسألة، فغضب، فصعد المنبر فقال: "لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم". فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: "حذافة".. الحديث. ويأتي في الفتن.

(وأحفوه): أكثروا عليه، يقال: أحفى وألحف، وقال الداودي: يريد سألوا عما يكره الجواب فيه; لئلا يضيق على أمته، وهذا في مسائل الدين لا في مسائل المال. وقوله: (لاحى الرجال): تسابوا، وهذا السائل هو عبد الله بن حذافة السهمي، وألحقه بأبيه الذي كان يدعى به، واندفع عنه القيل، ولما رجع إلى أمه قالت: ما حملك على ما صنعت؟ قال: كنا أهل جاهلية، وإن كنت لا أعرف أبي من كان.

التالي السابق


الخدمات العلمية