صفحة جزء
389 الأصل

[ 757 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، أبنا أبو [يعفور] ، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهى وتره إلى السحر .


الشرح

أبو [يعفور] : هو وقدان -ويقال: واقد ووقدان لقب له- العبدي الكوفي.

سمع: عبد الله بن أبي أوفى، ومصعب بن سعد، وأبا الضحى.

وروى عنه: شعبة، وأبو عوانة، والثوري، وإسرائيل، وأبو [ ص: 11 ] الأحوص، وسفيان بن عيينة .

ومسلم: هو ابن صبيح -بضم الصاد- أبو الضحى الكوفي مولى آل سعيد بن العاص القرشي.

سمع: ابن عباس، وشتير بن [شكل] وعبد الرحمن بن هلال.

وروى عنه: الأعمش، ومنصور، وحصين، وسعيد بن مسروق.

توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز .

والحديث صحيح أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن سفيان، والبخاري من طريق آخر عن مسلم بن صبيح، ورواه يحيى بن وثاب عن مسروق عن عائشة وقال: من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر .

وعن عائشة أنها سئلت عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ربما أوتر من أول الليل وربما أوتر من آخره .

والمقصود أن جميع الليل وقت الوتر بعد الإتيان بصلاة العشاء، وروي أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تذاكرا الوتر عند رسول الله [ ص: 12 ] - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أما أنا فأوتر في أول الليل، فقال عمر: أما أنا فأوتر في آخر الليل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: حذر هذا وقوي هذا .

واختار الشافعي في حرملة الوتر في آخر الليل وحمل حديث أبي يعفور حيث قال: "انتهى وتره إلى آخر الليل على أن أمر وتره استقر على التأخير إلى آخر الليل، ويدل عليه خبر ابن عباس في مبيته عند خالته ميمونة وحكايته صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وقد سبق، ويروى عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من خاف أن لا يستيقظ آخر الليل فليوتر أول الليل ثم ليرقد، ومن طمع أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخر الليل; فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل .

ثم من أوتر أولا ونام ثم قام للتهجد; فقد قال بعض أصحابنا: أنه يشفع وتره بركعة ويعيد الوتر في آخر تهجده، ويروى ذلك عن ابن عمر - رضي الله عنه -، وسيأتي الأثر عنه في الكتاب، والظاهر أنه لا يشفع وتره ولا يعيده، وبه قال أبو بكر وابن عباس وعمار بن ياسر وأبو هريرة - رضي الله عنه -.

التالي السابق


الخدمات العلمية