صفحة جزء
148 الأصل

[ 110 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، هي العشاء إلا أنهم يعتمون بالإبل". .


الشرح

ابن أبي لبيد: هو عبد الله بن أبي لبيد المديني، يقال: إنه كان من عباد أهل المدينة، وأنه كان يرى القدر [ ص: 264 ]

روى عنه: السفيانان.

والحديث صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب وغيره، عن سفيان.

وعتمت بالإبل: أخرت حلابها أو المجيء بها إلى ظلمة الليل، والعتمة: ظلمة الليل، وأعتم الرجل: دخل في الظلمة، ويقال أيضا: عتم قراه، أي: أخره، وعتمت الحاجة وأعتمت: تأخرت، وما عتم فلان أن فعل كذا، أي: ما لبث، وكانوا يسمون العشاء العتمة لتأخرها، فمنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من تسميتها عتمة وأمر بأن تسمى العشاء كما ورد به القرآن، وقال الأزهري: كان أرباب الإبل في البادية يريحون الإبل ثم [ينيخونها] حتى يعتموا أي: يدخلوا في العتمة.

وكأن معنى الحديث: لا يغرنكم فعلهم هذا وتسميتهم هذه الصلاة عتمة حتى يؤخروها، ولكن صلوها إذا حان وقتها، ويدل على ما ذكره أن الشافعي أورد الحديث في باب وقت العشاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية