صفحة جزء
229 [ ص: 342 ] الأصل

[ 157 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مسلم بن خالد وعبد المجيد، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوع من الصلاة المكتوبة قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".


الشرح

هذا هو الحديث الذي مر في دعاء الاستفتاح وفي الذكر المحبوب في الركوع، وقد أخرجه مسلم عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن الأعرج بإسناده، وقال فيه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السماوات.... إلى آخره.

وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهم.

وفي الزيادة المروية دلالة على أن الإمام يجمع بين الذكرين خلافا لقول من قال: إن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده، والمأموم يقول: ربنا لك الحمد [ ص: 343 ]

وقوله: سمع الله لمن حمده قيل: معناه: قبل حمده، وقيل: أجاب دعاء من حمده، يقال: اسمع دعائي أي: أجب، وفي الخبر: أعوذ بك من دعاء لا يسمع.

وقوله: ربنا لك الحمد يروى بلا واو، ويروى: ولك الحمد بالواو أي: ولك الحمد على ما رزقتنا من الذكر والعمل.

وقوله: ملء السماوات والأرض مذكور إشارة إلى تكثير العدد أو إلى تعظيم الأجر والقدر، كما يقال: هذه كلمة بملء الفم.

وقوله: في الصلاة المكتوبة يدل على استحباب هذا الذكر في المكتوبات خلافا لقول من قال: أنه يستحب في التطوعات دون المكتوبات، وذكر الشافعي في الأم أنه لو قال: من حمد الله يسمع له جاز، وكذا لو قال: لك الحمد ربنا، والأحب أن يحافظ على ما ورد في الخبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية