صفحة جزء
475 [ 325 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن أبيه، عن جده; أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجع من المصلى في يوم عيد فسلك على التمارين في أسفل السوق، حتى إذا كان عند مسجد الأعرج الذي عند موضع البركة التي بالسوق قام فاستقبل فج أسلم فدعا ثم انصرف .


الشرح

عمار المذكور في المتن ابن ياسر بن مالك بن كنانة بن الحصين المخزومي حلفا أو ولاء، أبو اليقظان، ممن شهد بدرا من السابقين الأولين، آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين حذيفة.

[ ص: 20 ] روى عنه: أبو موسى الأشعري، وأبو وائل، وعبد الرحمن بن أبزى، وغيرهم.

قتل بصفين مع علي رضي الله عنهما سنة سبع وثلاثين .

ومعاذ: هو ابن عبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمي حجازي.

سمع: أباه، وحمران.

وروى عنه: الزهري، ونافع بن جبير .

وأبوه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله القرشي ابن أخي طلحة بن عبيد الله.

روى عنه: السائب بن يزيد، ومحمد بن المنكدر، وابنته هند بنت عبد الرحمن.

وروى عن: أبيه.

ويقال أنه كان قد أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن عثمان -رضي الله عنه- .

وأبوه عثمان بن عبيد الله قضية الخبر كونه من الصحابة ولم أر ذكره في معرفة الصحابة .

ومقصود الحديث صحيح ثابت برواية جماعة من الصحابة: فروى [ ص: 21 ] البخاري عن محمد بن سلام، عن أبي تميلة، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق. ومنهم من رواه عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة، وفي الباب عن ابن عمر وأبي رافع.

ولم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك، أكان يتوخى أطول الطريقين في الذهاب وأقصرهما في العود، أو كان يريد أن يتبرك به أهل الطريقين، أو أن [يستثني] فيهما، أو أن يتصدق على فقرائهما، أو أن لا تكثر الزحمة؟

كل قيل، والأول أظهر المعاني، ثم من شاركه - صلى الله عليه وسلم - من الأئمة في المعنى استحب له ذلك، وفيمن لم يشاركه وجهان:

أظهرهما: أن الجواب كذلك، ويشبه أن يجيء الوجهان في سائر الناس، والذي نص عليه في الأم استحبابه للجميع.

ولفظ الطريق يذكر ويؤنث ولذلك قال في الرواية الأولى "من الطريق الأعظم" ثم قال: "من الطريق الأخرى" ويشبه أن يقال أنه - صلى الله عليه وسلم - كان تختلف به الطرق ذهابا ومجيئا ولم يكن ذهابه ومجيئه في طريقين معينين أبدا; وإنما المرعي مخالفة الطريق ذهابا وعودا، وليس في الحديث الثاني أنه خالف الطريق وإنما المذكور في أي طريق رجع، وعرف الطريق بالمواضع المذكورة.

وقوله: "قام" أي: وقف كما في قوله تعالى وإذا أظلم عليهم قاموا واستحب الشافعي لهذا الحديث الثاني أن يقف الإمام في موضع فيدعو الله مستقبل القبلة، ذكره في "الأم" وقد يفهم من هذا أنه إنما استقبل فج أسلم لكونه في جهة القبلة.

[ ص: 22 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية