صفحة جزء
501 [ 345 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: شهدت العيد مع عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فجاء فصلى ثم انصرف فخطب، فقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فليرجع فقد أذنت له.


[ ص: 36 ] الشرح

إبراهيم: هو ابن عقبة بن أبي عياش مولى آل الزبير بن العوام، يعد في أهل المدينة.

سمع: كريبا، وغيره.

وروى عنه: ابن المبارك، والثوري، وابن عيينة، وزهير بن معاوية .

والحديث مرسل لكنه موصول من طرق أخر: فعن أبي هريرة وابن عباس أنه قال في يوم جمعة وعيد: قد اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه للجمعة وإنا مجمعون .

وعن ابن عمر أنه قال: اجتمع عيدان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس ثم قال: من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها، ومن شاء فليتخلف .

وفي الباب عن زيد بن أرقم.

والأثر عن عثمان مخرج في الصحيحين ومؤكد له، ثم ذلك [ ص: 37 ] عند الشافعي ومعظم أهل العلم محمول على أهل القرى إذا شق عليهم الذهاب والإياب; فأما أهل المصر فعليهم العود للجمعة بلا خلاف، وفي قوله: "من أحب أن يجلس من أهل العالية فليجلس ومن أحب أن ينتظر الجمعة فلينتظرها" ما يدل على أن المقصود أهل القرى.

وقوله: "فليجلس في غير حرج" أي: من غير أن يضيق عليه الأمر، بل له الانصراف.

وفيه أن يوم الجمعة يسمى عيدا.

والعالية: ما كان من جهة نجد من قرى المدينة، وأدنى العوالي على ثلاثة أميال من المدينة، وقيل: على أربعة، وأبعدها على ثمانية أميال.

التالي السابق


الخدمات العلمية