صفحة جزء
69 الأصل

[ 36 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن الزهري، عن رجلين أحدهما جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ.


الشرح

جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، تابعي من أهل المدينة.

سمع: أباه عمرا، ووحشيا الحبشي.

وروى عنه: الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار.

ومات في خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان أخا عبد الملك بن مروان من الرضاعة.

وأبوه: عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشزة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة، أبو أمية الضمري [ ص: 140 ] شهد بدرا وأحدا مع المشركين، ثم أسلم بعد انصراف المشركين من أحد، وأول مشهد شهده مسلما بئر معونة، ويقال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه رسولا إلى النجاشي، كان شجاعا ذا إقدام.

روى عنه: بنوه جعفر وعبد الله والفضل، وابن أخيه الزبرقان.

توفي زمن معاوية بالمدينة وهو معدود في أهل الحجاز.

والحديث مخرج في الصحيحين ورواه البخاري عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن جعفر واللفظ: أن عمرا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتز من كتف شاة ودعي إلى الصلاة فألقى السكين فصلى ولم يتوضأ، ورواه مسلم عن محمد بن الصباح، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري كذلك.

وروى الشافعي الحديث في القديم عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، كما رواه عمرو، وأخرجاه في الصحيحين برواية البخاري [......].

أن الكتف كانت مشوية أو مطبوخة ويؤيده ما روى في الصحيح عن أبي رافع قال: أشهد لكنت أشوي بطن الشاة [لرسول الله] - صلى الله عليه وسلم - ثم صلى ولم يتوضأ. أي: بعد ما أكل منه، ويروى من رواية [ ص: 141 ] أبي هريرة وعائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - [قال]: الوضوء مما مست النار ويروى: وتوضأ.

ورواه الشافعي منسوخا لوجهين:

أحدهما: أن صحبة ابن عباس متأخرة؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن أربع عشرة، وقيل: ابن عشر، وقد روي عنه أنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل من كتف شاة. فيشبه أن يكون ما رواه ناسخا.

والثاني: أنه روي عن جابر أنه قال: آخر [الأمرين] من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضوء مما مست النار.

وبتقدير أن لا يكون منسوخا فقد حمل الوضوء على غسل اليد والفم، لما روي عن عكراش بن ذؤيب أنه أكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصعة من ثريد ثم أتي بماء فغسل يده وفمه ومسح بوجهه وقال: يا عكراش، هكذا الوضوء مما مست النار.

وقوله: مما مست النار والمراد منه بالاتفاق: ما أثرت النار فيه بالطبخ أو الشي، وذلك يدل على أن لفظ المس يصح إطلاقه وإن كان [ ص: 142 ] هناك حائل، والمراد: من أكل ما مست النار بالاتفاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية