صفحة جزء
516 الأصل

[ 353 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أخبرني من لا أتهم، عن سليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: أصابت الناس سنة شديدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمر بهم يهودي فقال: أما والله لو شاء صاحبكم لمطرتم ما شئتم ولكنه لا يحب ذلك، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول اليهودي فقال: أو قد قال ذلك؟

قالوا: نعم، قال: إني لأستنصر بالسنة على أهل نجد، وإني لأرى سحابة خارجة من العين فأكرهها، موعدكم يوم كذا أستسقي لكم، قال: فلما كان ذلك اليوم غدا الناس فما تفرق الناس حتى أمطروا ما شاءوا، قال: فما أقلعت السماء جمعة .



الشرح

سليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي: ذكره البخاري في التاريخ قال: روى عنه: ابن أبي الزناد.

[ ص: 50 ] ومقصود الحديث قد أخرج بعضه أبو داود من رواية يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة.

والسنة: القحط والمجاعة، يقال: أصابهم عام سنة أي: شدة ومجاعة.

وقول اليهودي: "إن شاء صاحبكم لمطرتم ما شئتم" يجوز أن يريد أن سبب هذه الشدة أنه سأل سبعا كسبع يوسف، ويجوز أن يريد أنه لو استسقى لمطرتم والأول أظهر; لقوله: إني لأستنصر بالسنة على أهل نجد.

والعين: ما عن يمين قبلة العراق، يقال: نشأت السحابة من قبل العين وهي خليقة بالمطر، كأنه يقول إذا نشأت سحابة يرجى منها المطر كرهتها لئلا يمطر الذين دعوت عليهم (من) بين موعد الاستسقاء لأصحابه واستسقى لهم.

وقوله: "فما أقلعت" يقال: أقلع عنه أي: كف، وأقلعت الحمى: ذهبت، وأقلع المطر والسماء، قال تعالى: ويا سماء أقلعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية