صفحة جزء
515 [ 358 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، قال: استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه خميصة سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعلها أعلاها، فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقيه .


الشرح

قوله: عند المطر، أي: عند نزوله، وقد ورد في الصحيح في حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما شكي إليه في الجمعة الثانية كثرة المطر قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب ومنابت الشجر .

وقوله: سقيا رحمة، أي: افعله أو اسقنا سقيا رحمة.

والظراب: الجبال الصغار.

وقوله: "حوالينا" فيه إضمار أي: اجعله أو أنزله حوالي المدينة في موضع النبات لا في الأبنية، يقال: هم حوله وحوليه وحواله وحواليه.

والدعاء عند نزول المطر قريب من الإجابة، روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول الغيث .

وأما الحديث الثاني فقد رواه الشافعي مرسلا، ورواه جماعة عن [ ص: 54 ] عبد العزيز موصولا فقالوا: عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد، وكذلك رواه أبو داود في السنن عن قتيبة عن عبد العزيز.

ومقصوده بيان كيفية تحويل الرداء، قال الشافعي : آمر الإمام أن ينكس رداءه فيجعل أعلاه أسفله، ويزيد مع نكسه فيجعل ما كان على منكبه الأيمن على منكبه الأيسر; والأول هو الذي هم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فتركه لثقله، والثاني: هو الذي فعله ويصنع الناس في ذلك مثلما صنع الإمام، والمعنى فيه التفاؤل بتحويل الحال من الضيق إلى السعة، وفيه أنه لا بأس بأن يلبس الإمام السواد.

التالي السابق


الخدمات العلمية